الاْثير -رحمه الله-: الجاعرتين هما لحمتان، يكتنفان أصل الذَّنَب، وهما من الإنسان

في موضع رقمتي الحمار. انتهى (?).

وقال ابن الجوزيّ -رحمه الله-: الجاعرتان موضع الرقمتين من عَجُز الحمار،

وهما مضربه بذنبه على فخذيه، وقال أبو زيد: الجاعرتان من البعير: العظمات

المكتنفات أصل الذَّنَب، والذَّنَب منهما. انتهى (?).

(فَهُوَ)؛ أي: العبّاس، أو ابنه -رضي الله عنهما- (أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ) قال

القرطبيّ -رحمه الله-: هذه الأحاديث كلها تدلُّ على جواز كَيّ الحيوان لمصلحة

العلامة في كل الأعضاء، إلا في الوجه، وهو مستثنى من تعذيب الحيوان

بالنار؛ لأجل المصلحة الرَّاجحة، وإذا كان كذلك، فينبغي أن يُقْتَصر منه

على الخفيف الذي يحصل به المقصود، ولا يبالغ في التعذيب، ولا

التشويه، وهذا لا يختلف فيه الفقهاء إن شاء الله تعالى. انتهى (?)، والله

تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [28/ 5541] (2118)، و (عبد الرزّاق) في

"مصنّفه" (8449)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (5623 و 5624 و 5625)،

و(الطبرانيّ) في "الكبير" (10/ 332)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 35 - 35)،

والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015