سَلَمَةَ، حَدَّثَهُ، أنهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وَرَأَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حِمَارًا مَوْسُومَ
الْوَجْهِ، فَأَنكَرَ ذَلِكَ، قَالَ: فَوَاللهِ لَا أَسِمُهُ إِلَأ فِي أَقْصَى شَئءٍ مِنَ الْوَجْهِ، فَأَمَرَ
بِحِمَارٍ لَهُ، فَكُوِيَ فِي جَاعِرَتَيْهِ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ).
رجال هذا الإسناد: ستّة:
1 - (أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى) بن حسّان المصريّ المعروف بالتستريّ، صدوقٌ
تكلّم في بعض سماعاته، قال الخطيب: بلا حجة [10] (ت 243) (خ م س ق)
تقدم في "الإيمان" 8/ 134.
2 - (يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيب) سُويد، أبو رجاء المصريّ، ثقةٌ فقيهٌ، يرسل
[5] (ت 128)، وقد قارب الثمًانين (ع) تقدم في "الإيمان" 16/ 168.
3 - (نَاعِمٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ) هو: ناعم بن أُجَيْل -بجيم
مصغّرًا- الْهَمْدانيّ، أبو عبد الله المصريّ، ثقةٌ فقيهٌ [3] (80).
رَوى عن أم سلمة، وعثمان، وعليّ، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن
عمرو بن العاص، وأبن عمر، وغيرهم.
وروى عنه يزيد بن أبي حبيب، والأعرج، وكعب بن علقمة التنوخيّ،
والحارث بن يزيد، وعبيد الله بن المغيرة.
قال النسائيّ: ثقةٌ، وقال ابن يونس: كان أحد الفقهاء الذين أدركهم
يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: كان ثقةً، وذَكَره
يعقوب بن سفيان في ثقات المصريين.
قال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار: بلغني أنه تُوُفّي سنة ثمانين.
أخرج له المصنّف، والأربعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا
برقم (2118)، وحديث (2549): "فهل من والديك أَحَدٌ حيّ؟ ... " الحديث.
والباقون تقدّموا قبل بابين.
[تنبيه]: من لطائف هذا الامشاد:
أنه من سُداسيّات المصتّف -رحمه الله-، وأنه مسلسل بالمصريين، سوى
الصحابيّ، فبصريّ، ثم مكيّ، ثم طائفيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه
ابن عبّاس -رضي الله عنهما-، وقد تقدّم القول فيه قريبًا.