ويستفاد منه جواز التكليف بالمحال في الدنيا، كما جاز ذلك في الآخرة.

لكن: ليس مقصود هذا التكليف طلب الامتثال، وإنَّما مقصوده تعذيب

المكلف، وإظهار عجزه عمَّا تعاطاه مبالغة في توبيخه، وإظهار قبيح فعله.

انتهى (?). والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [25/ 5528 و 5529 و 5530] (2110)،

و(البخاريّ) في "البيوع" (2225) و"اللباس" (5963) و"التعبير" (7042)،

و(أبو داود) في "الأدب) (5024)، و (الترمذيّ) في "اللباس" (1751)،

و(النسائيّ) في "الزينة" (5360 و 5361) و "الكبرى" (9782 و 9783)،

و(الحميديّ) في "مسنده" (531)، و (أحمد) في "مسنده" (1/ 216 و 241

و308 و 350 و 359 و 360)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/ 484 - 485)،

و(الطبرانيّ) في "الكبير" (12/ 12772 و 12773)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"

(5685 و 5686 و 5846 و 5848)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار" (4/

286)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (4/ 451)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/

270) و "شُعب الإيمان" (5/ 189) و"الآداب" (988)، و (البغويّ) في "شرح

السُّنَّة" (3219 و 3818)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان ما يُعذَّب به أصحاب الصُّوَر من نفخ الروح يوم

القيامة.

2 - (ومنها): أنه استُدِلّ به على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى؛

لِلُحوق الوعيد بمن تشبَّه بالخالق، فدلّ على أن غير الله ليس بخالق حقيقةً.

وقد أجاب بعضهم بأن الوعيد وقع على خلق الجواهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015