و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 128) و"شُعب الإيمان" (5/ 201)، و (البغويّ)

في "شرح السُّنَّة" (3137)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): ذكر البخاريّ رحمه الله كيفيّة نقش "محمد رسول الله" في

الخاتم، فقال في "صحيحه":

(5878) - حدّثني محمد بن عبد الله الأنصاريّ، قال: حدّثني أبي، عن

ثمامة، عن أنس، أن أبا بكر -رضي الله عنه- لَمّا استُخْلِف كَتَب له، وكان نقش الخاتم

ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسولُ سطر، والله سطر. انتهى (?).

قال في "الفتح": قوله: "وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر ... إلخ" هذا

ظاهره أنه لم يكن فيه زيادة على ذلك، لكن أخرج أبو الشيغ في "أخلاق

النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" من رواية عرعرة بن البرند- بكسر الموحدة، والراء، بعدها نون

ساكنة، ثم دال- عن عزرة- بفتح المهملة، وسكون الزاي، بعدها راء- ابن

ثابت، عن ثمامة، عن أنس، قال: كان فصّ خاتم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حبشيًّا مكتوبًا

عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وعرعرة ضعّفه ابن المدينيّ، وزيادته

هذه شاذّة، وظاهره أيضا أنه كان على هذا الترتيب، لكن لم تكن كتابته على

السياق العاديّ، فإن ضرورة الاحتياج إلى أن يُختم به يقتضي أن تكون الأحرف

المنقوشة مقلوبة؛ ليخرج الختم مستويًا.

وأما قول بعض الشيوخ: إن كتابته كانت من أسفل إلى فوقُ؛ يعني:

أن لفظ الجلالة في أعلى الأسطر الثلاثة، ومحمد في أسفلها، فلم أر

التصريح بذلك في شيء من الأحاديث، بل رواية الإسماعيلىّ يخالف ظاهرُها

ذلك، فإنه قال فيها: محمد سطر، والسطر الثاني رسول، والسطر الثالث الله،

ولك أن تقرأ محمد بالتنوين، ورسول بالتنوين وعدمه، والله بالرفع، وبالجر.

انتهى (?).

وقد ذكر الحافظ العراقيّ رحمه الله صفة خاتم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في "ألفيّة السيرة"،

فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015