ثم عثمان إلى أن مات بعد قَتْل عثمان - رضي الله عنهم -، ذكره في "الفتح" (?).

(فَامشسْقَى حُذَيْفَةُ) - رضي الله عنه -؛ أي: طلب الماء ليشربه، (فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ) بكسر

الدال المهملة، ويجوز ضمّها، بعدها هاء ساكنة، ثم قاف، هو كبير القرية

بالفارسيّة، قاله في "الفتح" (?).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هو بكسر الدال على المشهور، وحُكي ضمّها، وممن

حكاه: صاحب "المشارق"، و"المطالع"، وحكاهما القاضي في "الشرح" عن

حكاية أبي عبيدة، ووقع في نُسخ "صحاح الجوهريّ"، أو بعضها مفتوحاً،

وهذا غريب، وهو زعيم فَلّاحي العجم، وقيل: زعيم القرية ورئيسها، وهو

بمعنى الأول، وهو عجميّ مُعَرَّب، قيل: النون فيه أصلية، مأخوذ من الدَّهْقَنَة،

وهي الرياسة، وقيل: زائدة من الدّهق، وهو الامتلاء، وذكره الجوهريّ في

"دهقن" لكنه قال: إن جعلتَ نونه أصلية، من قولهم: تدهقن الرجل، صرفتَه؛

لأنه فعلالٌ، وإن جعلتَه من الدهق، لم تصرفه؛ لأنه فعلان. قال القاضي:

يَحْتَمِل أنه سُمّي به مَن جَمَعَ المالَ، وملأ الأوعية منه، يقال: دَهقتُ الماءَ

وأدهقته: إذا أفرغته، ودهق لي دهقة من ماله؛ أي: أعطانيها، وأدهقت الإناء؛

أي: ملأته، قالوا: يَحْتَمِل أن يكون من الدَّهْقَنَة، والدَّهْقَمَة، وهي لين الطعام؛

لأنهم يليّنون طعامهم، وعيشهم؛ لسعة أيديهم وأحوالهم، وقيل: لحذقه،

ودَهائه، والله أعلم. انتهى كلام النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ- (?).

ووقع في رواية أحمد عن وكيع، عن شُعبة: "استسقى حذيفة من دهقان،

أو عِلْج"، وعند البخاريّ في "الأطعمة" من طريق سيف، عن مجاهد، عن ابن

أبي ليلى: "أنهم كانوا عند حُذيفة، فاستسقى، فسقاه مجوسيّ". قال الحافظ:

لم أقف على اسمه. انتهى.

(بِشَرَابٍ)، وعند النسائيّ: "بِمَاءٍ"، (فِي إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ)، وعند البخاريّ:

"بقدح من فضّة"، (فَرَمَاهُ بِهِ)؛ يعني: أن حذيفة - رضي الله عنه - رَمَى ذلك الدهقان بذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015