له مِعًى واحد، ويكون ذكر السبعة للتكثير، والمبالغة، لا للتحديد، وهذا
واضح جدًّا.
قال أبو عمر بن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا الحديث وما كان مثله فليس فيه إلَّا
مدح المؤمن بقلّة رغبته في الدنيا، وزُهده فيها باخذ القليل منها، في قُوْتِه،
وأكْله، وشُربه، ولُبْسه، وكَسْبه، وأنه يأكل لِيَحْيَي، لا ليَسْمَن، كما جاء عن
الحكماء، وقد صحّ عن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من
بطنه، حسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، وإن لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث
لشرابه، وثلث لنَفَسِه"، وقد كانت العرب تمتدح بقلة الأكل، وذلك معروف في
أشعارها، فكيف بأهل الإيمان؛ وأما من عَظُمت الدنيا في عينه، من كافر،
وسفيه، فإنما همّته في شبع بطنه، ولذة فرجه، وأخبر النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن المؤمن حقّ
المؤمن شأنه يأكل في مِعىً واحد، وهذا مجاز دالّ على المدح في القليل من
الأكل، والقناعة فيه، والاكتفاء به، والله تعالى أعلم بالصواب. انتهى (?).
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [22/ 5361 و 5362 و 5363] (2060)،
و(البخاريّ) في "الأطعمة" (5393 و 5394 و 5395)، و (الترمذيّ) في
"الأطعمة" (4/ 266)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (4/ 178)، و (ابن ماجة) في
"الأطعمة" (3257)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1/ 251)، و (عبد الرزّاق) في
"مصنّفه" (19559)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/ 321)، و (الحميديّ) في
"مسنده" (2/ 295)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 21 و 74 و 145)، و (الدارميّ)
في "سننه" (2/ 99)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار" (2/ 406)، و (ابن حبّان)
في "صحيحه" (5238)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (5/ 208 و 209 و 210)،
و(الطبرانيّ) في "الأوسط" (2/ 168)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (8/ 10)،