و"عَائِشَةُ -رضي الله عنهما-" ذُكرت في الباب الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خُماسيّات المصنّف رحمه الله، وهو مسلسل بالمدنيين غير شيوخه،
فالأول نيسابوريّ، والثاني بغداديّ، والثالث مروزيّ، وفيه رواية تابعيّ عن
تابعيّ، وفيه عائشة -رضي الله عنهما- من المكثرين السبعة، روت (2210) أحاديث، والله
تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) أم المؤمنين -رضي الله عنهما- (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "إِنَّ فِي عَجْوَةِ
الْعَالِيَةِ) "العَجْوة"- بفتح العين المهملة، وإسكان الجيم- نوع جيّد من التمر،
قال ابن الأثير: تكرر ذكرها في الحديث، وهو نوغ من تَمْرِ المَدِينةِ، أكبرُ من
الصَّيْحَانِيّ، يضرب إلى السَّواد من غَرْس النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. انتهى (?).
و"العالية": ما كان من الحوائط، والقرى، والعمارات من جهة المدينة
العليا، مما يلي نجدًا، والسافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة، قال
القاضي: وأدنى العالية ثلاثة أميال، وأبعدها ثمانية من المدينة.
(شِفَاءً، أَوْ) شكّ من الراوي، هل قال: شفاء، أو قال: (إِنَّهَا تِرْيَاقٌ)
- بكسر التاء، وضمّها، لغتان-، ويقال: دِرْياق، وطرياق أيضًا، كله فصيح،
قاله النوويّ، وقال القرطبي: "الترياق": دواء مركّب معلومٌ، ينفع من السموم،
ويقال فيه: دِرياقٌ، وطِرْياقٌ، وتِرياق. انتهى (?).
وقال في "القاموس"، و"شرحه": التِّرياق بالكسر: دواءٌ مركّب من أجزاء
كثيرة، ويُطلق على ما له زهرية، ونفع عظيم سريع، وهو الآن يُطلق على
العاديّ الذي اخترعه ماغنيس الحكيم، وتمَّمه أندروماخس القديم بعد ألف
ومائة وخمسين سنة بزيادة لحوم الأفاعي فيه، وبها كَمُل الغرض، وهو مسمِّيه
بهذا الاسم؛ لأنه نافع من لدغ الهوامّ السَّبُعيّة، وهي باليونانية ترياء بالكسر،
ونافع أيضًا من الأدوية المشروبة السُّمّيّة، وهي باليونانية قا آممدودة، ثم خُفّف