عنهم الجماعة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة، وأن صحابيّه ابن صحابىّ - رضي الله عنهما -،

وهو آخر من مات من الصحابة بالشام، وهو من المعمّرين، قيل: بلغ المائة،

كما مرّ آنفًا، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ) بخاء معجمة، مصغّرًا (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ) بضمّ

الموحّدة، وإسكان السين المهملة، آخره راء - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي)؛ أي: والدي، (قَالَ) عبد الله (فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا) لضيافته، (وَوَطْبَةً)

قال النوويّ رحمه اللهُ: هكذا رواية الأكثرين: "وطبة" بالواو، وإسكان الطاء،

وبعدها باء موحدة، وهكذا رواه النضر بن شُميل، راوي الحديث عن شعبة،

والنضر إمام من أئمّة اللغة، وفسَّره النضر، فقال: الْوَطْبةُ: الْحَيْس، يَجمَع التمر

الْبَرْنيّ، والأَقِط المدقوق، والسَّمْن، وكذا ضبطه أبو مسعود الدمشقيّ، وأبو

بكر الْبَرْقانيّ، وآخرون، وهكذا هو عندنا في معظم النسخ، وفي بعضها:

"رطبة" بِراء مضمومة، وفتح الطاء، وكذا ذكره الحميديّ، وقال: هكذا جاء

فيما رأيناه من نُسخ مسلم: "رُطَبة" بالراء، قال: وهو تصحيف من الراوي،

وإنما هو بالواو، قال النوويّ: وهذا الذي ادّعاه على نُسخ مسلم هو فيما رآه

هو، وإلا فأكثرها بالواو، وكذا نقله أبو مسعود، والْزرقانيّ، والأكثرون عن

نسخ مسلم، ونقل القاضي عياض عن رواية بعضهم في مسلم: "وَطِئة" بفتح

الواو، وكسر الطاء، وبعدها همزة، وادَّعَى أنه الصواب، وهكذا ادّعاه آخرون،

والْوَطِئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يُتّخذ من التمر؛ كالحيس، هذا ما

ذكروه، ولا منافاة بين هذا كلّه، فيُقبل ما صحَّت به الروايات، وهو صحيح في

اللغة. انتهى كلام النوويّ رحمه اللهُ (?)، وهو بحثٌ جيّدٌ، والله أعلم.

(فَأَكَلَ) - صلى الله عليه وسلم - (مِنْهَا)؛ أي: من تلك الوطبة، ولفظ الترمذيّ: "منه"؛ أي:

من ذلك الطعام، (ثُمَّ أُتِيَ) بالبناء للمفعول؛ أي: جيء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولم

يُعرف الآتي (?). (بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ، وَيُلْقِي) بضمّ أوله، من الإلقاء، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015