قليل، وذلك موجب للخجلة. انتهى (?).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قولها: "بك وبك" عَتْبٌ عتَبت عليه، وكأنها قالت

له: فعلت هذا برأيك، وسوء نظرك؛ تعني: دعاءه للناس كلهم، وظنّت أنه لم

يُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدر الطعام، وَيحْتَمِل أن يكون معناه: بك تنزل الفضيحة،

وبك يقع الخجل، وَيحْتَمل أن يكون دعاء؛ أي: أوقع الله بك الفضيحة، أو

الخجل، ونحو هذا. انتهى (?).

(فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ لِي)؛ أي: وهو إخباره - صلى الله عليه وسلم - بمقدار ما صنعه

من الطعام، حتى لا يكثر الناس، ولكنه جاء بالناس كلّهم، فهو أعلم

بالمصلحة.

(فَأَخْرَجْتُ) المرأة (لَهُ) - صلى الله عليه وسلم - (عَجِينَتَنَا) وفي بعض النسخ: "عجيننا"،

(فَبَصَقَ) من باب نصر، (فِيهَا)؛ أي: تفل - صلى الله عليه وسلم - من ريقه المبارك في تلك

العجينة، قال المجد رحمه الله: البصاق؛ كالغُراب، والبُساق، والْبُزاق: ماء الفم

إذا خرج منه، وما دام فيه فَرِيقٌ. انتهى (?).

وقال النوويّ رحمه الله: وقوله: "بَصَق" هكذا هو في أكثر الأصول، وفي

بعضها: "بسق"، وهي لغة قليلة، والمشهور "بصَق"، و"بزق"، وحكى جماعة

من أهل اللغة بسق، لكنها قليلة، كما ذكرنا. انتهى (?).

(وَبَارَكَ)؛ أي: دعا بالبركة، فاستجيب له على الفور، وظهرت معجزاته،

وبركاته لَمّا أكل من صاع الشعير، والبهيمة ذلك العدد الكثير، ثم بقي الطعام

على حاله كما كان أوَّل مرة، وعلى هذا: لو كانوا مائة ألف لكفاهم (?).

(ثُمَّ عَمَدَ) بفتح الميم؛ أي: قصد، يقال: عَمَدت للشيء عَمْدًا، من باب

ضرب، وعمدت إليه: قصدتُ، وتعفدته: قصدت إليه أيضًا (?). (إِلَى بُرْمَتِنَا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015