3 - (الأَعْمَشُ) سليمان بن مِهْران، تقدّم أيضًا قريبًا.
4 - (أَبُو سُفْيَانَ) طلحة بن نافع الإسكاف الواسطيّ، نزيل مكة، صدوقٌ
[4] (ع) تقدم في "الإيمان" 4/ 117.
و"جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - " ذُكر قبله.
وقوله: ("إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ .... إلخ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه التحذير
من الشيطان، والتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته، فينبغي أن يتأهب،
ويحترز منه، ولا يغترّ بما يزيّنه له. انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "إن الشيطان يحضر ... إلخ" فائدته أن يُحضِر
الإنسان هذا المعنى عند إرادته فعلًا من الأفعال كائنًا ما كان، فيتعوذ بالله من
الشيطان، ويُسمِّي الله تعالي، فإنَّه يُكْفَى مضرَّة الشيطان، كما قد جاء في حديث
الجماع؛ الذي ذكرناه في "النِّكَاح"، وكما يأتي في "الدعوات" - إن شاء الله
تعالى - انتهى (?).
وقال المناويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كلّ شيء من
شأنه"؛ أي: من أمره الخاصّ به، أو المشارِك فيه غيره، فإنه بصدد أن يُغايظ
الإنسان المؤمن، ويكايده، ويناقضه، حتى يُفسد عليه شأنه في كلّ أموره.
قال ابن العربيّ: لا يخلو أحد من الخلق عن الشيطان، وهو موكل
بالإنسان يداخله في أمره كله، ظاهرًا وباطنًا، عبادةً، وعادةً، ليكون له منه
نصيب.
"حتى يحضره عند طعامه"؛ أي: عند أكله للطعام، وشربه للشراب.
"فإذا سقطت"؛ أي: وقعت"من أحدكم اللقمة" حال الأكل، "فليُمِط ما
كان بها من أذى"؛ أي: فليُزل ما عليها من تراب، أو غيره، والإماطة:
التنحية، قال في "الصحاح": أماطه: نَحّاه، ومنه: إماطة الأذى عن الطريق،
"ثم ليأكلها" ندبًا، أو يُطعمها غيره، "ولا يدَعها للشيطان"؛ أي: لا يتركها له.