بالمنديل، قال الجوهريّ: ويقال أيضًا: تمندلت، قال: وأنكر الكساليّ
تمندلت. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الْمِندِيل: مذكَّر، قاله ابن الأنباريّ، وجماعة، ولا
يجوز التأنيث؛ لعدم العلامة في التصغير، والجمع، فإنه لا يقال: مُنَيْدِيلَةٌ،
ولا منْدِيلاتٌ، ولا يوصف بالمؤنَّث، فلا يقال: مِنْدِيلٌ حسنةٌ، فإنّ ذلك كلّه
يدلّ على تأنيث الاسم، فإذا فُقدت علامة التأنيث، مع كَوْنِها طارئة على
الاسم، تعيَّن التَّذْكيرُ، الذي هو الأصل، وتَمَنْدَلْتُ بِالمِنْدِيلِ، وتَنَدَّلْتُ:
تمسّحت به، وحَذْف الميم أكثر، وأنكر الكساليّ تَمَنْدَلْتُ بالميم، ويقال: هو
مشتقّ من نَدَلتُ الشيءَ نَدْلًا، من باب قَتَل: إذا جذبته، أو أخرجته، ونقلته.
انتهى (?).
(حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ) الفاء للتعليل، والضمير للشخص الآكل؛ أي:
لأنه (لَا يَدْرِي) بالبناء للفاعل؛ أي: لا يعلم (فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ") قال
النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: معناه: أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة، لا يَدرِي أن
تلك البركة فيما أكل، أو فيما بقي على أصابعه، أو فيما بقي في أسفل
القصعة، أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله؛ لتحصيل
البركة، قال: وأصل البركة الزيادة، وثبوت الخير، والإمتاع به، والمراد هنا
- والله أعلم - ما تحصل به التغذية، وتَسْلم عاقبته من الأذي، ويُقَوِّي على
طاعة الله تعالي، وغير ذلك. انتهى (?).
وقال المناويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "فإنه لا يدري في أيّ طعامه البركة"؛ أي في
أيّ جزء من أجزاء طعامه تكون البركة، أفيما أكل، أو في الباقي بأصابعه، أو
الباقي بأسفل القصعة؟ قال القرطبيّ: ومعناه أنه تعالى قد يخلق الشبع عند
لعقها، فلا يترك شيئًا احتقارًا له، فيحفظ تلك البركة بلعقها، قال: ومما عُلّل
به ندب اللعق أيضًا أن مسحها قبل ذلك فيه زيادة تلويث لِمَا يمسح به، مع
الاستغناء عنه بالريق، ومنه يؤخذ أن تقييد المسح بالمنديل لا مفهوم له، وأن