وأخرج أيضًا بسند ضعيف، عن ابن عباس أيضًا: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا
شَرِب تنفس مرتين"، وهذا ليس نصًّا في الاقتصار على المرتين، بل يَحْتَمِل أن
يُراد به التنفس في أثناء الشرب، فيكون قد شرب ثلاث مرّات، وسكت عن
التنفس الأخير؛ لكونه من ضرورة الواقع.
وأخرج مسلم، وأصحاب "السنن" من طريق أبي عاصم، عن أنس: أن
النبيّ -صلى الله عليه وسلم- "كان يتنفس في الإناء ثلاثًا، ويقول: هو أروى، وأمرأ، وأبرأ"، لفظ
مسلم، وفي رواية أبي داود: "أهنأ" بدل قوله: "أروى"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [4/ 5275 و 5276 و 5277] (2028)،
و(البخاريّ) في "الأشربة" (5631)، و (الترمذيّ) في "الأشربة" (1884) وفي
"الشمائل" (214)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (4/ 168 و 169)، و (ابن ماجه)
في "الأشربة" (3416)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/ 219)، و (أحمد) في
"مسنده" (3/ 114 و 119)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (5329)، و (أبو الشيخ)
في "أخلاق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" (ص 223)، و (الحاكم) في "المستدرك" (4/ 154)،
و(البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 284)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده (?):
1 - (منها): بيان آداب الشرب، وهو الشرب في ثلاثة أنفاس، وأن يكون
ذلك النّفس خارج الإناء، وبهذا يتّفق مع حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- الماضي: "نهى
أن يتنفَّس في الإناء"، فتنبّه.
2 - (ومنها): أنه يؤخذ من قوله: "إنه أروى، وأبرأ، وأمرأ" أنه أقمع
للعطش، وأقوى على الهضم، وأقلّ أثرًا في ضَعف الأعضاء، وبرد المعدة.