المَلَك معصوم، والتأسي بالمعصوم مشروع، والبحث في جواز لعن المعيَّن،
وهو الموجود. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن الأَولى عدم التعيين في اللعن، بل
يدعو على عموم الفسّاق، والمجرمين؛ لأنه أجمع للمصلحة، وأبعد عن
المفسدة؛ وبهذا يُجمع بين النصوص، والله تعالى أعلم.
3 - (ومنها): الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في كل حال، حتى
في حال الأكل.
4 - (ومنها): استحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه، كما في
حديث عُمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- الذي بعد هذا، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتصل إلى المؤلّف-رحمه الله- أوّل الكتاب قال:
[5258] (2022) - (حَدُّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ،
جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ كيْسَانَ، سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كنْتُ فِي حَجْرِ
رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: "يَا غُلَامُ سَمِّ اللهَ،
وَكُلْ بِيَمِينكَ، وَكُلْ مِمُّا يَلِيكَ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (الْوَليدُ بْنُ كَثِيبر) المخزوميّ، أبو محمد المدنيّ، ثمّ الكوفيّ، صدوقٌ عارفٌ
بالمغازي، ورُمي برأي الخوارج [6] (ت 151) (ع) تقدم في "الإيمان" 64/ 361.
2 - (وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ) القرشيّ مولاهم، أبو نعيم المدنيّ المعلّم، ثقةٌ،
من كبار [4] (ت 127) (ع) تقدم في "الحيض" 23/ 797.
3 - (عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ) عبد الله بن عبد الأسد المخزوميّ، ربيب
النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، صحابيّ صغير، أمه أم سلمة زوج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأمّره عليّ -رضي الله عنه- على
البحرين، ومات -رضي الله عنه- سنة (83) على الصحيح (ع) تقدم في "الصلاة" 54/ 1157.
والباقون ذُكروا في الباب.