وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5251] (2018) - (وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ
-يَعْنِي: أَبَا عَاصِمٍ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ
طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ
دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ (?): أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ:
أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
وكلّهم تقدّموا في الباب الماضي.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) -رضي الله عنهما-، وفي رواية روح بن عبادة التالية: "حدّثنا
ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله"، فصرّح ابن جريج،
بالإخبار، وأبو الزبير بالسماع، فانتفت عنهما تهمة التدليس، فتنبّه. (أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ) ومثله المرأة؛ إذ لا فرق بينهما في
ذلك، (فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ)؛ أي:
لا موضع بيتوتة لكم؛ لأن صاحبه تحصّن منكم بذكر الله تعالى، (وَلَا عَشَاءَ)
بفتح العين، والمدّ: هو الطعام الذي يؤكل في العشية، وهي من صلاة المغرب
إلى العِشاء، بكسر العين؛ أي: لا يحصل لكم مسكن، وطعام، بل صرتم
محرومين، بسبب التسمية (?).
وقال النوويّ رحمهُ اللهُ: معناه: قال الشيطان لإخوانه، وأعوانه، ورُفقته (?).
وقال البيضاويّ: المخاطَب به أعوانه؛ أي: لا حظّ، ولا فُرصة لكم
الليلةَ من أهل هذا البيت، فانهم قد أحرزوا عنكم طعامهم وأنفسهم، وتحقيق
ذلك أن انتهاز الشيطان فرصة من الإنسان إنما تكون حال الغفلة، ونسيان