إلى المغرب، وليس مرادًا، بل المراد دخول الليل بدليل الروايات الأخري،

فتنبّه.

(فَكُفُّوا) أمر من الكفّ، وهو المنع، يقال: كفّ عن الشيء كفًّا، من

باب نصر: تركه، وكففته كفًّا: منعته، فكفّ، يتعدَّي، ويلزم، وهنا من

المتعدّي، ولذا نَصَبَ قوله: (صِبْيَانَكُمْ) بكسر الصاد المهملة، وتضمّ: جمع

صبيّ، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الصبيّ: من لَمْ يَفطُم بعدُ، قال: جمعه أصبية،

وأَصبٍ، وصِبْوةٌ، وصَبيةٌ، وصِبيةٌ، وصِبْوانٌ، وصِبيانٌ، وتُضمّ هذه الثلاثة.

انتهى (?).

(فَإِنَّ الشَّيْطَانَ)؛ أي: جنس الشيطان، (يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ)؛ أي: وقت دخول

الليل، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين؛ لكثرتهم

حينئذٍ. (فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ) بالخاء المعجمة، من التخلية، هكذا

في نُسخ مسلم، قال في "الفتح": قوله: "فخلّوهم" كذا للأكثر بفتح الخاء

المعجمة، وللسرخسيّ بضم الحاء المهملة، قال ابن الجوزيّ: إنما خيف على

الصبيان في تلك الساعة؛ لأنَّ النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم

غالبًا، والذِّكر الذي يُحرز منهم مفقود من الصبيان غالبًا، والشياطين عند

انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك

الوقت، والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في

النهار؛ لأنَّ الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وكذلك كلّ سواد، ويقال:

إن الشياطين تستعين بالظَّلْمة، وتكره النور، وتشأم به، ولهذا قال في حديث أبي

ذرّ - رضي الله عنه - فيما يقطع الصلاة: "قال: الكلب الأسود شيطان"، أخرجه مسلم (?).

(وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ) من الإغلاق، فلهذا يقال: الباب مُغْلَق، ولا يقال:

مغلوق، ووقع في رواية للبخاريّ: "وأغلق بابك"، فقال في "العمدة": وإنما

قال: "فكُفُّوا" بصيغة الجمع، وقال: "وأغلق" بصيغة الإفراد؛ لأنَّ المراد

بقوله: "أغلق" لكل واحد، وهو عامّ بحسب المعني، أو هو في معنى المفرد؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015