مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [69/ 380] (146)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (296 و 297)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه" (372)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3727)، و (البزّار) في "مسنده" (1182)، و (القُضاعيّ) في "مسند الشهاب" (1054).

[تنبيه]: في الباب عن ابن عمر - رضي الله عنهما - سيأتي بعد هذا، وسعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه - عند أحمد في "مسنده" (1/ 184)، وعبد الرحمن بن سنّة عنده أيضًا (4/ 73 - 74) بمثل حديث ابن عمر الآتي للمصنّف، وعن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحَة عن الترمذيّ (2630) بلفظ: "إن الدين ليأرِزُ إلى الحجاز، كما تأرز الحيّة إلى جُحْرها"، وقال الترمذيّ: هذا حديث حسنٌ صحيح.

قال الجامع عفا الله عنه: تصحيح الترمذيّ - رحمه الله - لهذا الحديث فيه نظر لا يخفى؛ لأن سنده ضعيف جدًّا؛ لأن فيه كثير بن عبد الله بن عوف ضعيفٌ جدًّا، بل كذّبه الشافعيّ، وأبو داود، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان غربة الإسلام، وقلّة العاملين به، والناصرين له.

2 - (ومنها): بيان خلوّ الأرض منه إلا بين المسجدين الشريفين.

3 - (ومنها): بيان فضل الحرمين الشريفين، حيث يبقيان معقلًا للإسلام، وحصنًا حصينًا له، ولأهله في آخر الزمان، كما كانا كذلك في أوله، وإلى هذا يشير إخبارُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنّ رُعْب الدجّال لا يدخلهما.

فقد أخرج الشيخان عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبيّ - رضي الله عنه - قال: "ليس من بَلَدٍ إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نِقَابها نقب إلا عليه الملائكة، صافِّين يَحْرُسونها، ثم تَرْجُف المدينة بأهلها ثلاث رَجَفات، فَيُخْرِجُ الله كلَّ كافر ومنافق".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015