الخمر، كما ذكرناه في الإسراء، ودين الإسلام كذلك، هو أوَّل ما أُخذ على بني

آدم، وهم كالذَّرِّ، ثم هو قوت الأرواح، به قوامها، وحياتها الأبدية، وصار اللبن

عبارة مطابقة لمعنى دين الإسلام من جميع جهاته، والخمر على النقيض من ذلك

في جميع جهاتها، فكان العدول إليه لو كان وقع علامة على الغواية، وقد أعاذ الله

من ذلك نبيَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طبعًا وشرعًا، والحمد لله تعالي، ويُفهم من نسبة الغواية إلى

الخمر تحريمه، لكن ليس بصريح، ولذلك لَمْ يَكْتَفِ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمثل ذلك في

التحريم حتَّى قَدِم المدينة فشربوها زمانًا، حتَّى أنزل الله التحريم. انتهى (?).

وقوله: (غَوَتْ أُمَّتُكَ) معناه: ضلّت، وانهمكت في الشرّ. والله أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:

[5230] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ،

حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أُتِيَ

رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ بِإِيلِيَاءَ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ) الْمِسْمَعيّ النيسابوريّ، نزيل مكة، ثقةٌ، من كبار

[11] مات سنة بضع و (240) (م 4) تقدم في "المقدمة" 6/ 60.

2 - (الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ) هو: الحسن بن محمد بن أعين، نُسب لجدّه أبو

عليّ الْحَرّانيّ، صدوقٌ [9] (ت 210) (خ م س) تقدم في "الإيمان" 4/ 119.

3 - (مَعْقِلُ) بن عُبيد الله الْعَبْسيّ مولاهم، أبو عبد الله الْجَزَريّ، صدوقٌ

يُخطىء [8] (ت 166) (م د س) تقدم في "الإيمان" 4/ 119.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرْ بِإِيلِيَاءَ) فاعل"يذكُر" ضمير معقِل بن عبيد الله.

[تنبيه]: رواية معقل بن عُبيد الله عن الزهريّ هذه لَمْ أجد من ساقها،

فليُنظر، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015