ومن طريق الكلبيّ: اسمها العالية بنت ظبيان بن عمرو.

وحَكَى ابن سعد أيضًا أن اسمها عمرة بنت يزيد بن عبيد، وقيل: بنت

يزيد بن الْجَون، وأشار ابن سعد إلى أنَّها واحدة، اختُلف في اسمها،

والصحيح أن التي استعاذت منه هي الْجَونية.

وروى ابن سعد من طريق سعيد بن عبد الرَّحمن بن أبزي، قال: لَمْ

تستعذ منه امرأة غيرها. قال الحافظ: وهو الذي يغلب على الظنّ؛ لأنَّ ذلك

إنما وقع للمستعيذة بالخديعة المذكورة، فيبعد أن تُخدَع أخرى بعدها بمثل ما

خُدعت به بعد شيوع الخبر بذلك.

قال ابن عبد البرّ: أجمعوا على أنَّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوج الْجَوْنية، واختلفوا في

سبب فراقه، فقال قتادة: لمّا دخل عليها دعاها، فقالت: تعالَ أنت، فطلقها،

وقيل: كان بها وَضَحٌ كالعامرية، قال: وزعم بعضهم أنَّها قالت: أعوذ بالله

منك، فقال: قد عُذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني، فطلّقها، قال: وهذا باطلٌ،

إنما قال له هذا امرأة من بني العنبر، وكانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن

عليه، فقلن لها: إنه يُعجبه أن يقال له: نعوذ بالله منك، ففعلت، فطلّقها.

قال الحافظ: كذا قال، وما أدري لِمَ حَكَم ببطلان ذلك، مع كثرة

الروايات الواردة فيه، وثبوته في حديث عائشة في "صحيح البخاريّ"؟ وسيأتي

مزيد لذلك في الحديث الذي بعده، والقول الذي نسبه لقتادة ذَكَر مثله أبو سعيد

النيسابوريّ عن شرقي بن قَطاميّ.

قوله: "رواه حجاج بن أبي مَنيع، عن جدّه" هو حجاج بن يوسف بن أبي

منيع، وأبو منيع هو عبيد الله بن أبي زياد الوصافيّ - بفتح الواو، وتشديد

المهملة، وبالفاء - وكان يكون بحلب، ولم يخرج له البخاريّ إلَّا معلَّقًا، وكذا

لجدّه، وهذه الطريق وصلها الذُّهْليّ في "الزهريات"، ورواه ابن أبي ذئب أيضًا

عن الزهريّ نحوه، وزاد في آخره: قال الزهريّ: جعلها تطليقةً، أخرجه

البيهقي.

وقوله: "الحقي بأهلك" بكسر الألف، من الحقي، وفتح الحاء، بخلاف

قوله في الحديث الثاني: "ألحقها"، فإنه بفتح الهمزة، وكسر الحاء.

قوله: "حدّثنا عبد الرَّحمن بن غسيل" كذا في رواية الأكثر، بغير ألف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015