منهما باثنتين فوقُ، وهو تصحيف، والله أعلم. انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (?).

وقال في "الفتح": قوله: "أماثته" بمثلّثة، ثم مثناة، قال ابن التين: كذا

وقع رُباعيًّا، وأهل اللغة يقولونه ثلاثيًّا، ماثته بغير ألف؛ أي: مَرَسته بيدها،

يقال: ماثه يموثه، ويميثه، بالواو، وبالياء، وقال الخليل: مِثتُ الملحَ في الماء

مَيْثًا: أذبته، وقد انماث هو. انتهى.

وقد أثبت الهرويّ اللغتين: ماثه، وأماثه، ثلاثيًّا، ورباعيًّا. انتهى (?).

وقوله: (فَسَقَتْهُ، تَخُضُهُ بِذَلِكَ) قال النوويّ رحمه الله: كذا هو في "صحيح

مسلم": "تَخُصّه"، من التخصيص، وكذا رُوي في "صحيح البخاريّ"، ورواه

بعض رواة البخاريّ "تتحفه"، من الإتحاف، وهو بمعناه، يقال: أتحفته به: إذا

خَصّصته، وأطرفته. انتهى (?).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "تَخُصُّه بذلك" كذا لجميع رواة مسلم، صمانما

خَصَّته بذلك لقلَّته، فإنَّه كان لا يكفي أكثر من واحد، ويَحْتَمِل أن تكون بدأته

به رجاء بركته -صلى الله عليه وسلم- على عاداتهم معه.

وقد رواه ابن السَّكن في كتاب البخاريّ: "تتحفه به"، وهو قريب المعنى

من: "تخصُّه بذلك"، فإنَّه من التُّحفة، وهي الطُّرفة. انتهى (?).

ووقع في رواية للبخاريّ بلفظ: "تُحْفَة بذلك"، قال في "الفتح": كذا

للمستملي، والسرخسيّ: "تُحْفة" بوزن لُقْمة، وللأصيليّ مثله، وعنه بوزن

تَخُصّه، وهو كذلك لابن السكن بالخاء، والصاد الثقيلة، وكذا هو لمسلم،

وفي رواية الكشميهنيّ: "أتحفته بذلك". انتهى (?).

[تنبيه]: رواية محمد بن مطرِّف، عن أبي حازم هذه ساقها البخاريّ رحمه الله

في "صحيحه"، وفيه بعض اختلاف، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015