رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (مُحَمَّدُ بْنُ عبد الأَعْلَى) الصنعانيّ، أبو عبد الله البصريّ، ثقةٌ [10]
(ت 5 24) (م قدت س ق) تقدم في "الإيمان " 92/ 503.
2 - (الْمُعْتَمِرُ) بن سليمان التيميّ، أبو محمد البصريّ، يُلقّب بالطُّفيل،
ثقةٌ، من كبار [9] (ت 187) وقد جاوز الثمانين (ع) تقدم في "الإيمان " 1/ 105.
والباقيان ذُكرا قبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف، كالأسانيد الثلاثة الماضية، و (370) من
رباعيّات الكتاب.
وقوله: (بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ)؛ يعني: حديث المعتمر عن أبيه مثل
حديث ابن عليّة عنه.
وقوله: (فَلَمْ يُنْكِرْ أنسن ذَاكَ) والمعنى: أن أبا بكر بن أنس كان حاضرًا
عند أنس زلمحبه لَمّا حدثهم، فكأن أنسًا حينئذ لم يحدثهم بهذه الزيادة، إما
نسيانًا، داما اختصارًا، فذكّره بها ابنه أبو بكر، فأقرّه عليها.
وقوله: (حَدَّثَيي بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعِي)؛ أي: بعض من كان حاضرًا مجلس
أنس - رضي الله عنه- حين حدّث بهذا الحديث.
[تنبيه]: قال الحافظ رشيد الدين ابن العطّار رحمه الله في "غرر الفوائد" في
بيان قوله: "حدّثني بعض من كان معي ... إلخ": وقد أورد مسلم بعد ذلك
حديث قتادة، عن أنس متّصلًا، وفيه: "نزل تحريم الخمر، فأكفأناها يومئذ،
وإنها لخليط البسر والتمر، قال قتادة: وقال أنس بن مالك: لقد حُرّمت
الخمر، وكانت عامّة خمورهم يومئذ البسر والتمر"، فثبت اتّصاله، والله أعلم.
قال الجامع عفا الله عنه: غرض الرشيد ابن العطّار رحمه الله بهذا الكلام بيان
أن الإبهام الواقع في رواية سليمان التيميّ حيث أبهم من حدّثه بقول أنس:
"كان خمرهم يومئذ" زال برواية قتادة التي أخرجها مسلم بعده، فصار متّصلًا،
والله تعالى أعلم.
وقوله: (كَانَ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ) اسم "كان " ضمير يعود إلى الفضيخ،
و"خمرَهم " منصوب على أنه خبرها.