وقد ترك شيئًا؛ أي: فلا يُصبحنّ في بيته بعد ليلة ثالثة، وقد ترك شيئًا من لحم

أضحيته، والله تعالى أعلم.

وفي رواية البخاريّ: "فلا يُصبحنّ بعد ثالثة، وبقي في بيته منه شيءٌ"،

وهو واضح.

قال في "العمدة": قوله: "فلا يُصبحنّ" من الإصباح: قوله: "بعد ثالثة"؛

أي: ليلة ثالثة من وقت التضحية، وقوله: "وفي بيته" الواو فيه للحال.

انتهى (?).

(فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ أَوَّلَ؟ )

قال في "الفتح": يُستفاد منه أن النهي كان سنة تسع؛ لِمَا دل عليه الذي قبله (?)

أن الإذن كان في سنة عشر، قال ابن الْمُنَيِّر: وجه قولهم: هل نفعل كما كنا

نفعل؟ مع أن النهي يقتضي الاستمرار؛ لأنهم فَهِمُوا أن ذلك النهي وَرَد على

سبب خاصّ، فلما احتَمَل عندهم عموم النهي، أو خصوصه من أجل السبب،

سألوا، فأرشدهم إلى أنه خاصّ بذلك العام، من أجل السبب المذكور.

انتهى (?).

(فَقَالَ: "لَا)؛ أي: ليس عليكم أن تفعلوا كما فعلتم في العام الماضي من

عدم أكلكم من لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ثم بيّن سبب قوله: "لا" بقوله:

(إِنَّ ذَاكَ) العام الماضي (عَامٌ كَانَ النَّاسُ فِيهِ بِجَهْدٍ) -بفتح الجيم.- أي: مشقة،

وفاقة من شدّة القحط، يقال: جَهِد عيشهم؛ أي: نَكِد، واشتدّ، وبلغ غاية

المشقة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015