الحازميّ، وياقوت. ووقع للقابسيّ أنها الميقات المشهور، وَكَذَا ذَكَرَ النَّوَوِيّ،

قَالُوا: وَكَانَ ذَلِكَ عِنْد رُجُوعهمْ مِنَ الطَّائِف، سَنَة ثَمَانٍ. قاله في "الفتح" (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا عزاه في "الفتح" إلى النوويّ،

والذي ذكره في شرحه هنا هو الأول، ونصّه: قال العلماء: ذو الحليفة هذه

مكان من تهامة بين حاذة وذات عرق، وليست بذي الحليفة التي هي ميقات

أهل المدينة. هكذا ذكره الحازميّ، في كتابه "المؤتلف، في أسماء الأماكن"،

لكنه قال: "الحليفة" من غير لفظ "ذي"، والذي في "صحيح البخاريّ ومسلم":

"بذي الحليفة"، فكأنه يقال: بالوجهين. انتهى (?).

وقوله: (مِنْ تِهَامَةَ) اسْم لِكُلِّ مَا نَزَلَ مِنْ بِلَاد الْحِجَاز، سُمِّيَتْ بِذَلِك؛ مِنَ

التَّهَم -بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة وَالْهَاء- وَهُوَ شِدَّة الْحَرّ، وَرُكُود الرِّيح. وَقِيلَ: تَغَيُّر

الْهَوَاء. قاله في "الفتح" (?).

وقال الفيّوميّ: تَهِمَ اللبنُ، واللحمُ تَهَمًا، من باب تَعِبَ: تغيّر، وأنتن،

وتَهِمَ الحرُّ: اشتدّ مع رُكُود الريح، ويقال: إنّ تهامة مُشتقّةٌ من الأوّل؛ لأنها

انخفضت عن نجد، فتغيّرت ريحها، ويُقال: من المعنى الثاني؛ لشدّة حرّها،

وهي أرضٌ أوّلُها ذات عِرْقٍ من قِبَل نجد إلى مكة، وما وراءها بمرحلتين، أو

أكثر، ثمّ تتّصل بالْغَوْر، وتأخذ إلى البحر، ويقال: إن تهامة تتّصل بأرض

اليمن، وإنّ مكة من تهامة اليمن، والنسبة إليها تَهَاميّ، وتَهَام أيضًا -بالفتح-

وهو من تغييرات النسب. قال الأزهريّ: رجلٌ تَهَامٍ، وامرأةٌ تَهَامِيَةٌ، مثلُ رَبَاعٍ

ورَبَاعِيَةٍ. انتهى كلام الفيّوميّ (?).

وقوله: (فَأَصَبْنَا غَنَمًا، وَإِبِلًا) وللنسائيّ: "فَأَصَابُوا إِبِلًا وَغَنَمًا"، وفي رواية

البخاريّ: "فأصاب الناسَ جوع، فأصبنا إبلًا وغنمًا"، قال في "الفتح": كأن

الصحابيّ قال هذا ممهّدًا لعذرهم في ذبحهم الإبل، والغنم التي أصابوا. وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015