الظفر، الذي هو طِيْب من بلاد الحبشة، وهو لا يَفرِي، فيكون في معنى
الخنق. قاله في "الفتح" (?).
(قَالَ) رافع -رضي الله عنه- (وَأَصَبْنَا نَهْبَ إِبِلٍ، وَغَنَمٍ) "النهب" -بفتح النون،
وسكون الهاء: المنهوب، وكان هذا النَهب غنيمة، وفي الرواية التالية:
"فَأَصَابُوا إِبِلًا وَغَنَمًا"، وللبخاريّ: "فأصاب الناسَ جوع، فأصبنا إبلًا وغنمًا"،
قال في "الفتح": كأن الصحابيّ قال هذا ممهّدًا لِعُذْرهم في ذبحهم الإبل،
والغنم التي أصابوا، وفي رواية: "وتقدّم سَرَعان الناس، فأصابوا من المغانم".
(فَنَدَّ) بتشديد الدال المهملة؛ أي: شرد، وهَرَب (مِنْهَا)؛ أي: من تلك
الإبل، والغنم المنهوبة، (بَعِيرٌ) بفتح الموحّدة، يجوز كسرها: هو مثلُ الإنسان
يقع على الذكر والأنثى، يقال: حلبتُ بعيري، وأما الجَمل فهو بمنزلة الرجل
يختصّ بالذكر، والناقة بمنزلة المرأة تختصّ بالأنثى، قاله الفيّوميّ (?).
وفي رواية للبخاريّ: "فندّ منها بعير، وكان في القوم خيلٌ يسيرة،
فطلبوه، فأعياهم، فأهوى إليه رجلٌ، فحبسه الله".
قال في "الفتح": قوله: "وكان في القوم خيل يسيرة" فيه تمهيد لَعَذَرهم
في كون البعير الذي نَدّ أتعبهم، ولم يقدروا على تحصيله، فكأنه يقول: لو كان
فيهم خيول كثيرة لأمكنهم أن يحيطوا به، فيأخذوه.
ووقع في رواية أبي الأحوص: "ولم يكن معهم خيل"؛ أي: كثيرة، أو
شديدة الْجَرْي، فيكون النفي لصفة في الخيل، لا لأصل الخيل؛ جمعًا بين
الروايتين.
وقوله: "فطلبوه، فأعياهم"؛ أي: أتعبهم، ولم يقدروا على تحصيله.
انتهى (?).
(فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ) قال الحافظ: ولم أقف على اسم هذا الرامي، وأما
صاحب "التنبيه"، فقال: هو رافع بن خَديج راوي الحديث، قال: ودليله في