فيحذف الخطأ، قال الجيّانيّ: وإنما تكلم عبد الغني على ما وقع في رواية ابن

السكن ظنًّا منه أنه من عمل البخاريّ، وليس كذلك؛ لِمَا بيّنا أن الأكثر رووه

عن البخاريّ بإثبات قوله: "عن أبيه". انتهى (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الذي يظهر لي أن رواية أبي الأحوص بزيادة

"عن أبيه" غير محفوظة؛ لمخالفته الحفاظ الذين رووه عن سعيد بن مسروق،

بدونها، فقد رواه عن سعيد سبعة من الحفاظ، وهم: ولده سفيان الثوريّ عند

البخاريّ (2507 و 5506 و 5509)، ومسلم (1968) وغيرهما، وولده الآخر

عمر بن سعيد عند مسلم (1968) وغيره، وأبو عوانة عند البخاريّ (2488

و3075 و 5498)، وشعبة بن الحجاج عند البخاريّ (5503)، ومسلم (1968)

وغيرهما، وعمر بن عُبيد الطنافسيّ عند البخاريّ (5544)، وإسماعيل بن مسلم

العبديّ عند مسلم (1668)، وزائدة بن قدامة عند مسلم (1968) وغيره (?).

والحاصل أن الرواية المحفوظة هي رواية هؤلاء الجماعة عن سعيد بن

مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خَديج، كما هي رواية المصنف

هنا، والله تعالى أعلم.

(قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا) هكذا بالجزم في روايات مسلم

في الباب، ولعله عَرَف ذلك بخبر من صدّقه، أو بالقرائن، وفي رواية البخاريّ

من طريق أبي عوانة: "إنا لنرجو، أو نخاف" بالشك من الراوي، قال في

"الفتح": وفي التعبير بالرجاء إشارة إلى حرصهم على لقاء العدو؛ لِمَا يرجونه

من فضل الشهادة، أو الغنيمة، وبالخوف إشارة إلى أنهم لا يحبون أن يَهْجُم

عليهم العدو بغتة.

وفي رواية يزيد بن هارون عن الثوريّ عند أبي نعيم في "المستخرج على

مسلم": "إنا نلقى العدو غدًا، وإنا نرجو"، كذا بحذف متعلق الرجاء، ولعل

مراده الغنيمة. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015