و"ما" تَكُفُّ "طَالَ" "قَلَّ" "كَثُرَا" ... وَبَعْضُهُمْ زَادَ عَلَيْهَا "قَصُرَا"

فَلَا يَلِي الْفَاعِلُ هَذِهِ كَمَا ... فِي "قَامَ قَامَ" إِذْ مُؤَكِّدًا سَمَا

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ "مَا" مُؤَوِّلَهْ ... فَمَعَ مَا يَلِي تَكُونُ فَاعِلَهْ

وقال في "العمدة": قوله: "وكان قلَّما يُقَدَّم" من التقديم، و"قَلَّ" فعل ماض، و"ما يقدَّم" فاعله، و"ما" مصدرية؛ أي: قَلَّ تقديم يده لطعام "حتى يُحَدَّث" على صيغة المجهول؛ أي: حتى يُخبَر به ما هو؟ و"يُسَمَّى" مجهول أيضًا (?).

وقال القرطبيّ: وإنما كان يُسمَّى له الطعام إذا وُضع بين يديه - صلى الله عليه وسلم -؛ لِيُقْبِل على ما يحب، ويترك ما لا يحب؛ فإنَّه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يذمُّ ذَوَاقًا، فإن أحبَّه أكله، وإن كرهه تركه، كما فعل بالضبِّ (?).

وقوله: (فَأَهْوَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ)؛ أي: مدّ يده، وأومأ إليه ليأكل منه.

وقوله: (فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ) وَصَف النسوة بالحضور الذي هو جمع حاضر، مع أن المطابقة شرط بين الصفة والموصوف في التذكير والتأنيث وغيرهما؛ لأنه لوحظ فيهما صورة الجمع، أو يقال: إن الحضور مصدر، قاله في "العمدة" (?).

وقال في "الفتح": قوله: "الحضور" كذا وقع بلفظ جمع المذكر، وكأنه باعتبار الأشخاص، وفيه: "أَخْبِرْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قدمتنّ له"، وهذه المرأة وَرَدَ التصريح بأنها ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنها - في رواية الطبرانيّ، ولفظه: "فقالت ميمونة: أخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هو؟ فلما أخبروه تركه"، وعند مسلم من وجه آخر عن ابن عباس: "فقالت ميمونة: يا رسول الله إنه لحم ضبّ، فكفّ يده" (?).

وقوله: (أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "لَا) قال القرطبيّ: فيه دليل على أنه ليس بحرام، وهذا يُبطل قول من قال بتحريمه، حكاه المازري عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015