ومنه حديث كعب بن عُجرة - رضي الله عنه - حيث قال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أيؤذيك هوامّ رأسك؟ "، والمراد: القمل، على الاستعارة، بجامع الأذى (?).

وقوله: (بِاللَّيْلِ") متعلّق بـ "مأوى"، والباء بمعنى "في"؛ أي: في الليل، والمعنى: أنها محل تَردّدها بالليل لتأكل ما فيه من الرّمّة، وتلتقط ما سقط من المارّة، من نحو مأكول، فينبغي التعريج عنها حَذَرًا من أذاها، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [54/ 4951 و 4952] (1926)، و (أبو داود) في "الجهاد" (2569)، و (الترمذيّ) في "الأدب" (2858)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (5/ 252)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 337 و 338)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2550 و 2556)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2703 و 2705)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 509 و 510)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار" (115 و 116)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (5/ 256)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان الحثّ على الرفق بالدوابّ، ومراعاة مصلحتها، فإن سافروا في الخصب قللوا السير، وتركوها ترعى في بعض النهار، وفي أثناء السير، فتأخذ حظّها من الأرض، بما ترعاه منها، وإن سافروا في القحط عَجّلوا السير؛ ليصلوا المقصد، وفيها بقية من قوّتها، ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر؛ لأنها لا تجد ما ترعى، فتضعف، ويذهب نِقْيُها، وربما كلّت، ووقفت.

وفي رواية مالك في "الموطأ": "إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015