شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ) - رضي الله عنهما - (عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ) - بفتح أوله، وثالثه - يقال: بَرِحَ الشيءُ يَبْرَحُ، من باب تَعِب بَرَاحًا: زال من مكانه، ومنه قيل لليلة الماضية: البارحة، والعرب تقول قبل الزوال: فعلنا الليلة كذا؛ لقربها من وقت الكلام، وتقول بعد الزوال: فعلنا البارحة، قاله الفيّوميّ (?). (هَذَا الدِّينُ) الإسلاميّ (قَائِمًا)؛ أي: ثابتًا غير متزحزح، ولا متأثّر بعواصف هوى أعدائه، وما يُبيّتونه من حقد وبغض ومكر وخديعة، وقوله: (يُقَاتِلُ عَلَيْهِ) هذه الجملة مستأنَفة بيانًا للجملة الأولى، وعدّاه بـ "على"؛ لتضمينه معنى يظاهر، والله تعالى أعلم. (عِصَابَةٌ) بالكسر؛ أي: جماعة (مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ") تقدّم أن المراد به مجيء علامته، وهي الريح الليّنة التي تقبض روح كلّ مؤمن ومؤمنة، وقال المناويّ - رحمه الله -: يعني أن هذا الدين لم يزل قائمًا بسبب مقاتلة هذه الطائفة، وفيه بشارة بظهور أمر هذه الأمة على سائر الأمم إلى قيام الساعة، قال ابن جماعة: ولعله بدعوة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - التي دعاها لأمته أن لا يسلط عليهم عدوًّا من غيرهم. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن سَمُرة - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -، ولم يُخرجه أحد من أصحاب الأصول الستّة.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [53/ 4945] (1922)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 92 و 94 و 103 و 105 و 106 و 108) و (ابنه عبد الله) في "زوائده" (5/ 98)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 505)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (2/ 225)، والله تعالى أعلم.