شرار الناس عليهم تقوم الساعة. وهذا أَولى ما يُتَمَسَّك به في الجمع بين الحديثين المذكورين، كما قاله الحافظ - رحمه الله - (?).

ونقل ابن بطال عن الطبريّ في الجمع بينهما: أن شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة يكونون بموضع مخصوص، وأن موضعًا آخر يكون به طائفة، يقاتلون على الحقّ لا يضرهم من خالفهم، والجمع الأول أَولى وأوضح، كما أسلفناه آنفًا، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنف) هنا [53/ 4943 و 4944] (1921)، و (البخاريّ) في "المناقب" (3640) و "الاعتصام" (7311) و"التوحيد" (7459)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 244 و 248)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 507 - 508)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (20/ 402)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:

[4944] (. . . .) - (وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَرْوَانَ سَوَاءً).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ) النيسابوريّ، تقدّم قريبًا.

2 - (أَبُو أُسَامَةَ) حمّاد بن أسامة، تقدّم أيضًا قريبًا.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (بِمِثْلِ حَدِيثِ مَرْوَانَ سَوَاءً) قيل: المماثلة في قوله: "لن يزال"، وقوله: "على الناس"، وقوله: (وهم ظاهرون)، (?) والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015