الإنسانُ بالكسر إلا إذا عَظُمت عَجِيزته. انتهى (?).
(أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ)؛ أي: يشتغل، قال ابن الأثير - رحمه الله -: اللَّهْوُ: اللَّعِبُ، يقال: لَهَوتُ بالشيء أَلْهُو لَهْوًا، وتلهّيتُ به: إذا لَعِبتَ به، وتشاغلتَ، وغَفَلْتَ به عن غيره، وألهاه عن كذا؛ أي: شَغَله، ولَهِيتُ عن الشيء بالكسر أَلْهَى بالفتح لِهِيًّا: إذا سَلَوتَ عنه، وتركتَ ذِكره، وإذا غفلت عنه، واشتَغَلتَ. انتهى (?).
وقال الفيّوميّ: اللهو معروفٌ، يقول أهل نجد: لَهَوتُ عنه أَلْهُو لُهِيًّا، والأصل على فُعُول، من باب قعد، وأهل العالية يقولون: لَهِيتُ عنه أَلْهَى، من باب تَعِبَ، ومعناه: السُّلْوانُ، والترك، ولَهْوتُ به لَهْوًا، من باب قَتَل: أُولِعْتُ به، وتلهّيت به أيضًا، قال الطَّرْطُوشيّ: وأصل اللهو: الترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة. انتهى (?).
وقوله: (بِأَسْهُمِهِ") بفتح الهمزة، وضمّ الهاء: جمع سَهم، بفتح، فسكون، وهو واحد النَّبل، وقيل: هو نفس النَّصْلِ (?).
قال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فلا يعجز أن يلهو. . . إلخ"؛ أي: يجعل الرَّمي بدلًا من اللهو، فيدوم عليه، ويشتغل به حتى لا ينساه، ولا يغفل عنه فيأثم، على ما جاء في حديث عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله يدخل بالسَّهم الواحد ثلاثة نفر الجنَّة: صانعه يحتسبه في صنعه الخير، ومُنَبِّله، والرامي به، وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعدما تعلمه رغبةً عنه فإنها نعمة تركها - أو قال: كَفَرها -"، أخرجه أبو داود (?)، ويدلّ عليه حديث فُقَيم المذكور بعد هذا. انتهى (?).
وقال الأبيّ - رحمه الله -: قوله: "فلا يعجز. . . إلخ" الفاء للسبب، وكأنه قيل: إن الله تعالى سيفتح عليكم الروم قريبًا، وهم رُماة، وسيكفيكم الله شرّهم