أي: حتف أنفه، دون سبب (فِي سَبِيلِ اللهِ)؛ أي: في طريق الجهاد، أو في طريق أي خير؛ كالحجّ، أو طلب العلم، أو نحو ذلك، (فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ) تقدّم أقوال العلماء في بيان معناه، في المسألة الرابعة من الحديث الماضي، (فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ)؛ أي: بسبب داء البطن؛ كالإسهال، أو نحوه، (فَهُوَ شَهِيدٌ"، قَالَ: ابْنُ مِقْسَمٍ) هو: عبيد الله بن مقسم المدنيّ، ثقة مشهور، من الطبقة الرابعة، تقدّمت ترجمته في "الجنائز" 23/ 2222. (أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ) أبي صالح ذكوان السمّان، (فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ) زيادة على ما سبق ("وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ")؛ أي: زاد هذا على الأربعة المذكورة، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [51/ 4933 و 4934 و 4935] (1915)، و (ابن ماجه) في "الجهاد" (2804)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (9574)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (5/ 332)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 441 و 522 و 5/ 315)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (3186 و 3187 و 3188)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 497)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (7/ 170)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[4934] (. . .) - (وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُهَيْلٌ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ: أَشهَدُ عَلَى أَبِيكَ أَنَّهُ زَادَ فِي هَدَا الْحَدِيثِ: "وَمَنْ غَرِقَ فَهُوَ شَهِيدٌ").
رجال هذا الإسناد: ثلاثة:
1 - (عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ) أبو الحسن السُّكّريّ، صدوقٌ [10] (م د ق) تقدّم في "الإيمان" 78/ 407.
2 - (خَالِدُ) بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحّان، أبو الْهَيثم الواسطيّ المزنيّ مولاهم، ثقةٌ ثبتٌ [8] (ت 182) (ع) تقدّم في "الإيمان" 78/ 407.