وللنسائيّ من حديث سُويد بن مقرِّن مرفوعًا: "مَن قُتل دون مظلمته فهو شهيد".

وفي رواية لأحمد: "والمجنوب شهيد"؛ يعني: صاحب ذات الجنب.

قال الحافظ - رحمه الله -: والذي يظهر أنه - صلى الله عليه وسلم - أُعْلِم بالأقلّ، ثم أُعلم زيادة على ذلك، فذكرها في وقت آخر، ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك.

قال: وقد اجتمع لنا من الطرق الجيِّدة أكثر من عشرين خصلة، فإن مجموع ما قدّمْتُه مما اشتملت عليه الأحاديث التي ذكرتُها أربع عشرة خصلة، وتقدم في "باب من يُنكب في سبيل الله" حديث أبي مالك الأشعريّ مرفوعًا: "من وَقَصه فرسه، أو بعيره، أو لدغته هامّة، أو مات على فراشه على أيّ حتف شاء الله تعالى فهو شهيد".

وصَحَّح الدارقطني من حديث ابن عمر: "موت الغريب شهادة"، ولابن حبان من حديث أبي هريرة: "من مات مرابطًا مات شهيدًا" الحديث، وللطبراني من حديث ابن عباس مرفوعًا: "المرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد"، وقال ذلك أيضًا في المبطون، واللَّدِيغ، والغريق، والشَّرِيق، والذي يفترسه السبع، والخارّ عن دابته، وصاحب الهدم، وذات الجنب.

ولأبي داود من حديث أم حرام: "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد"، وقد تقدمت أحاديث فيمن طلب الشهادة بنيّة صادقة أنه يُكتب شهيدًا، وصحّ حديث فيمن صبر في الطاعون أنه شهيدٌ، وفي حديث عقبة بن عامر فيمن صرعته دابته، وهو عند الطبرانيّ، وعنده من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح: "أن من يتردَّى من رؤوس الجبال، وتأكله السباع، ويغرق في البحار لشهيد عند الله".

ووردت أحاديث أخرى في أمور أخرى لم أُعَرِّج عليها؛ لِضَعفها.

قال ابن التين - رحمه الله -: هذه كلها مِيتات فيها شدّة تفضّل الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادة في أجورهم، يبلّغهم بها مراتب الشهداء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015