[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (351) من رباعيّات الكتاب، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من أوله إلى آخره، وأن فيه أنسًا - رضي الله عنه - من المكثرين السبعة، روى (2280) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أنسِ بْنِ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ) شرطيّة مبتدأ، خبرها "أعطيها"، (طَلَبَ الشَّهَادَةَ)؛ أي: الموت شهيدًا، (صَادِقًا) قَيَّد به؛ لأن الصدق معيار الأعمال، ومفتاح بركاتها (?). (أُعْطِيَهَا، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ")؛ أي: لم تقدّر له، وفي الرواية التالية: "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"، قال النوويّ - رحمه الله -: معنى الرواية الأولى مُفَسَّر من الرواية الثانية، ومعناهما جميعًا أنه إذا سأل الشهادة بصدق أُعطي من ثواب الشهداء، وإن كان موته على فراشه، وفيه استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير. انتهى (?).
وقال في "الفتح" بعد ذكر هذا الحديث ما نصّه: وأصرح منه في المراد ما أخرجه الحاكم بلفظ: "من سأل القتل في سبيل الله صادقًا، ثم مات أعطاه الله أجر شهيد"، وللنسائيّ من حديث معاذ مثله، وللحاكم من حديث سهل بن حُنيف مرفوعًا: "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه". انتهى (?).
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [46/ 4921] (1908)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 491)، والله تعالى أعلم.