وفي رواية أبي معاوية: "فيّ والله كان ذلك"، وزاد جرير، عن منصور: "صدق".

[تنبيه]: قال ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "شواهد التوضيح": في قول الأشعث - رضي الله عنه -: "لفيَّ، والله نزلت" شاهد على جواز توسط القسم بين جزأي الجواب، وعلى أنّ اللام يجب وصلها بمعمول الفعل الجوابي الْمُقَدَّم، وخلوّ الفعل منها، ومن قبول "قد" إن كان ماضيًا، كما يجب خلوّ المضارع منها، ومن قبول نون التوكيد إذا قُدِّم معموله، كقوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)} [آل عمران: 158]. انتهى كلام ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - (?).

(كَانَ بَيْني وَبَيْنَ رَجُلٍ أَرْضٌ بِالْيَمَنِ) وفي رواية جرير، عن منصور الآتية: "كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر".

وقال في "الفتح" عند قوله: "كانت بئر": في رواية أبي معاوية: "أرضٌ"، وادَّعَى الإسماعيلي أن أبا حمزة تفرد بقوله: "في بئر"، وليس كما قال، فقد وافقه أبو عوانة كما تري، وكذا يأتي من رواية الثوريّ، عن الأعمش ومنصور جميعًا، ومثله في رواية شعبة الماضية قريبًا عنهم، لكن بَيَّن أن ذلك في حديث الأعمش وحده، ووقع في رواية جرير، عن منصور: "في شيء"، ولبعضهم: "في بئر"، ووقع عند أحمد من طريق عاصم، عن شقيق أيضًا: "في بئر". انتهى.

ووقع عند البخاريّ بلفظ: "كان لي بئر في أرض ابن عمّ لي".

قال في "الفتح": قوله: "في أرض ابن عمّ لي" كذا للأكثر أن الخصومة كانت في بئر يَدَّعِيها الأشعث في أرض لخصمه، وفي رواية أبي معاوية: "كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجَحَدني".

ويُجْمَع بأن المراد أرض البئر، لا جميع الأرض التي هي أرض البئر، والبئرُ من جملتها".

قال: ولا منافاة بين قوله: "ابنُ عمّ لي"، وبين قوله: "من اليهود"؛ لأن جماعة من اليمن كانوا تَهَوَّدوا لَمّا غَلَب يوسف ذو نواس على اليمن" فَطَرَد عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015