رجال هذا الإسناد: أربعة:
وكلّهم ذُكروا في الباب، والباب الماضي.
[تنبيه]: رواية وكيع، عن الأعمش هذه، ساقها أبو بكر بن أبي شيبة - رَحِمَهُ اللهُ - في "مصنّفه"، فقال:
(33706) - حدّثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَميّ، عن عليّ، قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيّةً، واستَعْمَل عليهم رجلًا من الأنصار، فأمرهم أن يسمعوا له، ويطيعوا، قال: فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطبًا، فجمعوا له حطبًا، قال: أوقدوا نارًا، فأوقدوا نارًا، قال: ألم يأمركم أن تسمعوا لي، وتطيعوا؟ قالوا: بلي، قال: فادخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من النار، قال: فبينما هم كذلك إذ سكن غضبه، وطَفِئت النار، قال: فلما قَدِمُوا على النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذكروا ذلك له، فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف". انتهى (?).
وأما رواية أبي معاوية، عن الأعمش، فساقها الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:
(622) - حدّثنا عبد الله (?)، حدّثني أبي، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَميّ، عن عليّ - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيّةً، واستَعْمَل عليهم رجلًا من الأنصار، قال: فلما خرجوا قال: وَجَدَ عليهم في شيء، فقال: قال لهم: أليس قد أمركم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تطيعوني؟ قال: قالوا: بلى، قال: فقال: اجمعوا حطبًا، ثم دعا بنار، فأضرمها فيه، ثم قال: عَزَمت عليكم لتدخلنّها، قال: فَهَمَّ القوم أن يدخلوها، قال: فقال لهم شابّ منهم: إنما فررتم إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من النار، فلا تعجلوا حتى تَلْقَوا النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإن أَمَركم أن تدخلوها فادخلوا، قال: فرجعوا