مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} الآية [المائدة: 67]، وأشار به أيضًا إلى ما يقع في القيامة من سؤال الأمم، هل بلَّغهم أنبياؤهم ما أُرسلوا به إليهم؟ .
وإنما كرّر "اللهم هل بلّغت"؛ تعظيمًا لشأن الخيانة، وتغليظًا له، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي حُميد الساعديّ - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [7/ 4729 و 4730 و 4731 و 4732 و 4733] (1832)، و (البخاريّ) في "الجمعة" (925) و"الزكاة" (1500) و"الهبة" (2597) و"الأيمان والنذور" (6636) و"الحيل" (6979) و"الأحكام" (7174 و 7197)، و (أبو داود) في "الخراج " (2946)، و (الشافعيّ) في "مسنده" (1/ 246، 247)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (4/ 54)، و (الحميديّ) في "مسنده" (840)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (6/ 525)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 423)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (4/ 53، 54)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (4515)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (9/ 55) و"الصغير" (2/ 90)، و (البزّار) في "مسنده" (9/ 159)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 16 و 10/ 138)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (1568)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان أن الإمام يخطب في الأمور المهمة.
2 - (ومنها): بيان استحباب قول الخطيب في خطبته: "أما بعد"، وقد عَقَد الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "كتاب الجمعة" من "صحيحه" بابًا في ذلك، وأورد أحاديث قال فيها النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أما بعد".
3 - (ومنها): بيان مشروعية محاسبة المؤتمَن، ومحاسبة العمّال؛ ليُعلم ما قبضوه، وما صرفوه (?).