على متونهما، ثم تُفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان، فتملآنها، ثم تجيئان، فتفرغانها في أفواه القوم ... " الحديث، ويأتي لمسلم في الباب التالي.
ويأتي أيضًا له في الباب التاليِ حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بهنّ، فيداوين الجرحى، ويُحْذين من الغنيمة ... " الحديث.
ووقع في حديث آخر مرسل، أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ قال: "كان النساء يَشْهَدن مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المشاهد، وَيَسقين المقاتلة، ويُداوين الجرحى"، ولأبي داود، من طريق حَشْرج بن زياد، عن جدّته: "أنهن خرجن مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، وفيه أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سألهنّ عن ذلك، فقلن: خرجنا نغزل الشعر، ونُعين في سبيل الله، ونُداوي الجرحى، ونُناول السهام، ونَسقي السويق".
(إِذَا عَزَا، فَيَسْقِينَ الْمَاءَ) بفتح حرف المضارعة، وضمّها، مضارع سَقَين، وأسقين، ثلاثيًّا، ورُباعيًّا، قال الله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)} [الإنسان: 21]، وقال: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: 16]، والمفعول الأول محذوف؛ أي: يسقين العِطاشَ الماءَ، (وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى) جمع جريح، كقتيل وقتلى، كما قال في "الخلاصة":
فَعْلَى لِوَصْفٍ كـ"قَتِيلٍ" وَ"زَمِنْ" ... وَ"هَالِك" و"مَيِّتٌ" بِهِ قَمِنْ
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [45/ 4674] (1810)، و (أبو داود) في "الجهاد" (2531)، و (الترمذي) في "السير" (1575)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (4/ 369 و 5/ 278)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 331)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (6/ 50)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/ 30)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان جواز خروج النساء مع الرجال في الأسفار، قال ابن