الشرّاح (?) من أنه محمد بن يحيى بن سعيد القطّان، ففيه نظر؛ لأن الأول هو الذي نصّ المزيّ في "التهذيب" أنه يروي عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان، راجع: "تهذيب الكمال" (26/ 621). وأما الثاني، فلم يُذكر إيراهيم المذكور ممن روى عنه، والظاهر أنه لم يلقه؛ لأنه متقدّم الوفاة، فإن مسلمًا لا يروي عنه إلا بواسطة، وأحيانًا بواسطتين، كما تقدّم في "مقدّمة صحيحه" برقم (44)، ومات سنة (223)، وقيل: (226)، وقيل: (233).
والحاصل أن كون محمد بن يحيى هنا هو الذهليّ، لا القطّان هو الظاهر، فتأمّله بالإمعان، والله تعالى أعلم.
(حَدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارثِ) بن سعيد بن ذكوان العنبريّ مولاهم التّنّوريّ، أبو سهل البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ في شعبة [9] (ت 207) (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 82.
(عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ) وفي بعض النسخ: "بهذا، (ح) وحدّثنا أحمد"؛ أي: حدّثنا بهذا الحديث، ثم قال: (ح) إشارة إلى تحويل السند، فهو من تَتِمّة أسانيد مسلم، فتنبّه.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمهُ اللهُ.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [43/ 4669 و 4670] (1807)، و (أبو داود) في "الجهاد" (2752)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (14/ 533 - 538)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 52 - 54)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7173)، و (الطبريّ) في "تاريخه" (2/ 596، 600)، و (ابن سعد) في "الطبقات" (2/ 81 - 84)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 303)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/ 88) و"دلائل النبوّة" (4/ 182 - 186)، والله تعالى أعلم.