وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[4666] (. . .) - (وَحَدَّثنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ شَيْبَانُ: حَدَّثنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاح، حَدَّثنَا أنسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: كَانُوا يَرْتَجِزُونَ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ:

اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ ... فَانْصُرِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ

وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ بَدَلَ "فَانْصُرْ": فَاغْفِرْ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) التميميّ النيسابوريّ، تقدّم قبل أربعة أبواب.

2 - (شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ) الحَبَطيّ، أبو محمد الأُبُلّيّ، صدوقٌ يَهِمُ، ورُمي بالقدر، قال أبو حاتم: اضطرّ الناس إليه أخيرًا، من صغار [9] (ت 5 أو 236) وله بضع و (90) سنة (م دس) تقدم في "الإيمان" 12/ 157.

3 - (عَبْدُ الْوَارِثِ) بن سعيد بن ذكوان الْعَنْبَريّ مولاهم، أبو عبيدة التَّنُّوريّ البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ، رُمي بالقدر، ولم يثبُت عنه [8] (ت 180) (ع) تقدم في "الإيمان" 18/ 176.

4 - (أَبُو التَّيَّاحِ) يزيد بن حُميد الضُّبَعيّ البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ [5] (ت 128) (ع) تقدم في "الطهارة" 27/ 659.

و"أنس بن مالك - رضي الله عنه -" ذُكر قبله.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وأنه مسلسل بالبصريين، سوى يحيى، فنيسابوريّ.

وقوله: (كَانُوا يَرْتَجِزُونَ)؛ أي: يقولون شعرًا من بحر الرجز، وفيه أن في إنشاد الشعر تنشيطًا في العمل، وبذلك جرت عادتهم في الحرب، وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015