التأنيث. انتهى (?).
(فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ) جمع مَشْهَد، بالفتح؛ كمَحْضَرٍ وزنًا ومعنى، والمراد: مكان الغزوات؛ أي: في بعض أماكن الغزوات التي شهدها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي الرواية التالية: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار، فنُكِبت إصبعه"، وسيأتي الكلام عليه، وفي رواية للبخاريّ: "بينما النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يمشي، إذ أصابه حجرٌ، فَعَثَرَ، فَدَمِيت إصبَعهُ"، وفي رواية: "خرج إلى الصلاة"، وفي رواية الطيالسيّ، وأحمد: "كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في غار"، (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("هَلْ أَنْتِ) بكسر التاء خطابًا للإصبع، و"هل" هنا للنفي، كما في قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} [الرحمن: 60]، قال ابن هشام الأنصاريّ - رحمه الله -: يراد بالاستفهام بـ "هل" النفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها "إلا"، كما في الآية المذكورة (?). (إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ)؛ أي: خرج منك الدم، (وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ") قال النوويّ - رحمه الله -: لفظ "ما" هنا بمعنى "الذي"؛ أي: الذي لقيته محسوب في سبيل الله، وقد سبق في "باب غزوة حُنين" أن الرجز هل هو شعر؟ وأن من قال: هو شعر قال: شَرْط الشعر أن يكون مقصودًا، وهذا ليس مقصودًا، وأن الرواية المعروفة: "دَمِيتْ"، و"لَقِيتْ" بكسر التاء، وأن بعضهم أسكنها. انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: هذا البيث أنشده النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو لغيره، قيل: إنه للوليد بن المغيرة، وقيل: لعبد الله بن رواحة، ولو كان من قوله، فقد تقدَّم العذر عنه في غزوة حنين. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: فقال:
"هَلْ أَنْتِ إِلا إِصبَعٌ دَمِيتِ ... وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ"
هذان قسمان من رجز، والتاء في آخرهما مكسورة، على وفق الشعر، وجزم الكرمانيّ بأنهما في الحديث بالسكون، وفيه نظرٌ، وزعم غيره أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تعمّد إسكانهما، ليُخْرِج القِسْمَين عن الشعر، وهو مردود، فإنه يصير