و"إذا"، وقد جاءا في الجواب كثيرًا، تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه، ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان [من الطويل]:
فَبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأَمرُ أَمْرُنا ... إذا نحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ (?).
وقوله: ("اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلأَ)؛ أي: خذهم، وأهلكهم، قال الفيومي: "الملأ" - مهموزًا: أشراف القوم، سُمُّوا بذلك؛ لمَلَاءَتهم بما يُلتَمَس عندهم من المعروف، وجَوْدة الرأي، أو لأنهم يملأون العيون أُبَّهَةً، والصدور هَيْبةً، والجمع: أمْلاء، مثل سَبَب وأسْبَاب. انتهى.
وقوله: (أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ ... إلخ) بنصب "أبا"ـ، وما عُطف عليه على البدليّة من "الملأَ".
وقوله: (وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أوْ أُبَي بْنَ خَلَفٍ"، شُعْبَةُ الشَّاكُّ) تقدّم أن الصحيح أنه أُميّة بن خلف، لا أخوه أُبيّ بن خلف؛ لأنه لم يُقتل مع هؤلاء ببدر، وإنما قتله النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأُحُد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقوله: (غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةً، أَوْ أُبيًّا) قد عرفت آنفًا أن الصحيح أنه أُميّة، لا أُبيّ، فلا تنس. وقوله: (تَقَطعَتْ)، وفي بعض النسخ: "انقطعت".
وقوله: (أَوْصَالُهُ) بفتح الهمزة؛ أي: ممّا صله، وقال المجد: الأوصالُ: المفاصل، أو مُجتَمَعُ العظام، وجمعُ وُصل - بالكسر والضمّ - لكلّ عظم لا يُكسر، ولا يَختلط بغيره. انتهى (?).
وقوله: (فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ) هكذا هو في بعض النسخ: "فلم يُلْقَ" بالقاف فقط، وفي أكثرها: "فلم يُلْقَى" بالألف؛ يقول الشاعر [من الطويل]:
وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَة عَبْشَمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا
قيل: هو ضرورةٌ، وذكر في "همع الهوامع" أنه لغة، وخُرّج عليها قراءة قُنبُل: (إنه من يتّقي ويصبِرْ) بإثبات ياء (يَتَّقِي)، مع جزم (يصبِرْ (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان المسائل المتعلّقة به في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.