(ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؛ جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَسَكَتْنَا، فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْم؟ جَعَلَهُ اللهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَسَكَتْنَا، فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("قُمْ يَا حُذَيْفَةُ، فَأْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْم"، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا) بضمّ الموحّدة؛ أي: غنًى، وكفاية، يقال: لا بُدّ من كذا؛ أَي: لا مَحِيدَ عنه، ولا يُعرف استعماله إلا مقرونًا بالنفي، قاله الفيّومي (?).

والمعنى: لم أجد من يكفيني، ويقوم مقامي في ذلك، (إِذْ) تعليليّة؛ أي: لأنه - صلى الله عليه وسلم - (دَعَانِي بِاسْمِي)؛ أي: عيّنني باسمي الخاصّ، وقوله: (أَنْ أَقُومَ) في تأويل المصدر مجرور بـ "من" مقدّرة متعلّق بـ "ببُدًّا"، (قَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْم، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ) - بفتح التاء المثنّاة فوقُ، وسكون الذال المعجمة، وفتح العين المهملة: يقال: ذَعَرته ذَعْرًا، من باب نَفَعَ: أفزعته، والذُّعْرُ بالضمّ اسم منه (?).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: معناه: لا تُفزعهم، ولا تحرّكهم، فتُهيّجهم عليّ، وقيل: معناه: لا تُنفّرهم، وهو قريب من المعنى الأول، والمراد: لا تحرّكهم عليك، فإنهم إن أخذوك كان ذلك ضررًا عليّ؛ لأنك رسولي، وصاحبي. انتهى (?).

(فَلَمَّا وَلَّيْتُ)؛ أي: أدبرتُ وذهبت، (مِنْ عِنْدِهِ) - صلى الله عليه وسلم -، (جَعَلْتُ)؛ أي: شرعت، وأخذت (كَأَنَّمَا أَمْشِي في حَمَّامٍ) - بفتح الحاء المهملة، وتشديد الميم - قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: "الْحَمّامُ؛ كشدّاد: الدِّيماسُ (?)، مذكّرٌ (?)، جمعه حمّامات". انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015