(قَالَ) عبّاس (فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ) إلى المتقاتلين (فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ)؛ أي: صفته وحالته، (فِيمَا أَرَى)؛ أي: في مرأى عيني. (قَالَ: فَوَاللهِ مَا هُوَ) "ما" نافية، و"هو" ضمير شأن؛ أي: ما الأمر، والشأن (إِلَّا أَنْ) بفتح الهمزة مصدريّة، (رَمَاهُمْ) - صلى الله عليه وسلم - (بِحَصَيَاتِهِ)؛ أي: بالحصيات التي في يده؛ أي: فما الشأن إلا رميه - صلى الله عليه وسلم - بتلك الحصيات، (فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ) بفتح الحاء المهملة، وتشديد الدال؛ أي: قوّتهم، وشدّة بأسهم، (كَلِيلًا) بفتح الكاف، وكسر اللام؛ أي: ضعيفًا عاجزًا، (وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا)؛ أي: شأنهم مولّيًا؛ يعني: أن عاقبتهم صارت هروبًا، فانهزموا بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبّاس بن عبد المطّلب - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [28/ 4603 و 4604 و 4605] (1775)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (5/ 194 و 197)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (9741)، و (الحميديّ) في "مسنده" (459)، و (أحمد) في "مسنده" (1/ 207) و"فضائل الصحابة" (1775)، و (ابن سعد) في "الطبقات" (4/ 18 - 19)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7049)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 276 و 277 و 279)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (7/ 298)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (6/ 289)، و (البزّار) في "مسنده" (4/ 129)، و (البغويّ) في "تفسيره" (2/ 278 - 28)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان قصّة غزوة حنين، وكيف سار أمرها، وكيف كانت الغلبة للمسلمين، ولله الحمد والمنّة.

2 - (ومنها): بيان فضل الصحابيّين الفاضلين: العبّاس عمّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبي سفيان بن الحارث ابن عمه - صلى الله عليه وسلم -، وقوّة إيمانهما، وشجاعتهما، حيث لزما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015