الجزء الأخير، وهو قوله: "وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أحسن أحدكم إسلامه ... "، الحديث، فهو متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أما الجزء الأول، فقد سبق تخريجه قبل حديث، وأما الجزء الثاني، فأخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [62/ 343] (129)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 317، و (أبو عوانة) في "مسنده" (240)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (335)، وهو في "صحيفة همّام بن منبّه" (106).

وأما الجزء الأخير، فمتّفقٌ عليه، أخرجه (المصنّف) هنا [62/ 343] (129)، و (البخاريّ) في "الإيمان" (42)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 317)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (240)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه" (335)، وهو في "صحيفة همام" (104)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): أن فيه قولَه: "قال الله - عز وجل -"، وهذا هو النوع المسمّى بالحديث القدسيّ، وقد قيل في الفرق بينه وبين الحديث النبويّ: إن الحديث القدسيّ لفظه ومعناه من عند الله تعالى، والحديث النبويّ لفظه من عند الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومعناه من عند الله تعالى، وإن الحديث القدسيّ يُسند إلى الله تعالى، فيقال عنه: قال الله تعالى، والحديث النبويّ يُسند إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والفرق بين القرآن الكريم، والحديث القدسيّ بناء على هذا أن القرآن متواترٌ، يكفر من جحد شيئًا منه، بخلاف الحديث القدسيّ، وأن القرآن قُصِد بلفظه التحدّي، والإعجاز، بخلاف الحديث القدسيّ، وإن كان في أعلى درجات البلاغة، وأن القرآن يُتَعَبَّدُ بتلاوته في الصلاة وغيرها، بخلاف الحديث القدسيّ، والله تعالى أعلم.

2 - (ومنها): بيان فضل الله - سبحانه وتعالى - على عبده المؤمن، حيث يكتب له ما حدّث به نفسه من الحسنة، ويعفو عنه نظيرها من السيّئة.

3 - (ومنها): بيان تضعيف الحسنة بعشر أمثالها.

4 - (ومنها): إثبات حفظ الملائكة لبني آدم، ومراقبتهم لأعمالهم كلّها، قال في "الفتح": فيه دليلٌ على أن الملك يَطَّلع على ما في قلب الآدميّ، إما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015