قال: وفيه الأمر للوُلاة بالرفق، وهذا الحديث من جوامع الكلم؛ لاشتماله على خيري الدنيا والآخرة؛ لأن الدنيا دار الأعمال، والآخرة دار الجزاء، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بالدنيا بالتسهيل، وفيما يتعلق بالآخرة بالوعد بالخير، والإخبار بالسرور؛ تحقيقًا لكونه رحمة للعالمين في الدارين. انتهى (?).

[فائدة]: (اعلم): أن بين "يسّروا"، وبين "بَشّروا " (?) جناسًا خَطّيًّا، والجناس بين اللفظين: تشابههما في اللفظ، وهذا من الجناس التامّ المتشابه، وهذا بابٌ من أنواع البديع الذي يزيد في كلام البليغ حُسْنًا وطَلاوةً.

[فإن قلت]: كان المناسب أن يقال بدل "ولا تنفروا": ولا تنذروا؛ لأن الإنذار وهو نقيض التبشير، لا التنفير.

[أجيب]: بأن المقصود من الإنذار التنفير، فصُرّح بما هو المقصود منه.

ذكره في "العمدة" (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 4518] (1734)، و (البخاريّ) في "العلم" (69) و"الأدب" (6125) وفي "الأدب المفرد" (1/ 167)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (5890)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (1/ 280)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 131 و 209)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 214)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (7/ 187)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (1/ 212)، و (أبو نعيم) في "حلية الأولياء" (3/ 84)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015