فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ناد في الناس، فيأتون بفضل أزوادهم ... " الحديث.
فدلّ على أنه - صلى الله عليه وسلم - أذن لهم في نحر نواضحهم، إلا أن عمر - رضي الله عنه - أشار عليه - صلى الله عليه وسلم - بأن لا ينحروها، بل يدعو - صلى الله عليه وسلم - على أزوادهم حتى تحصل لهم البركة، فأجابه - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك.
(فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: بجمع الأزواد (فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في بعض النسخ، أو أكثرها، وفي بعضها: "أزوادنا"، وفي بعضها: "تزوادنا" بفتح التاء، وكسرها. (فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا) هو المتّخذ من الأديم، معروف، وفيه أربع لغات: فتح النون، وكسرها، ومع كلّ واحد فتح الطاء، وسكونها، والجمع: أنطاعٌ، ونُطُوعٌ، وأفصحهنّ كسر النون، وفتح الطاء (?).
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فجمعنا أزوادنا" هذه الرواية الواضحة المحفوظة، وقد وقع لبعضهم: "تزوادنا" بالتاء باثنتين من فوقها، بفتح التاء وكسرها، وهو اسم من الزاد؛ كالتِّسيار، والتمثال، ووقع لبعضهم: "مزاودنا"، والأول أوجه، وأصح. انتهى (?).
(فَاجْتَمَعَ زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَع، قَالَ) سلمة - رضي الله عنه -: (فَتَطَاوَلْتُ لأَحْزُرَهُ) بضمّ الزاي، وكسرها، يقال: حزرت الشيءَ حزرًا، من بابي ضرب، ونصر: إذا قدّرته، والمعنى: أنه مدّ عنقه ليقدّر مبلغ ذلك الزاد المجتمع على النطع، (كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ)؛ أي: قدّرته (كَرَبْضَةِ الْعَنْزِ)؛ أي: كمَبْرَكها، أو كقَدْرها، وهي رابضة، قال القاضي عياض: الرواية بفتح الراء، وحكاه ابن دُريد بكسرها، ذكره النوويّ.
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فحزرته كربضة العَنْز"؛ أي: قَدَّرته مثل جُثَّة العنز، فحقُّه على هذا أن يكون مضموم الراء؛ لأنَّه اسم، وكذلك حفظي عمَّن أثق به، فيكون: كظُلْمة، وغُرْفة، وقد روي بكسر الراء، ذُهب فيه مذهب الهيئات، كالْجِلسة، والمشية، وقد روي بفتح الراء، وهي أبعدُها؛ لأنَّه حينئذ