[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أن نصفه الأول مسلسلٌ بالبصريين، والثاني بالكوفيين، سوى الصحابيّ - رضي الله عنه -، فمدنيّ، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ مخضرم، وأن صحابيّه من فضلاء الصحابة - رضي الله عنه -، وكان سيّد القرّاء.

شرح الحديث:

(عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ) بالتصغير، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ سُويدَ بْنَ غَفَلَةَ) بتصغير الأول، وأما الثاني فبفتحات، قال في "الفتح": "سُوَيد بن غَفَلَةَ" بفتح المعجمة، والفاء، أبو أمية الجعفيّ تابعيّ كبير، مخضرم، أدرك النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان في زمنه رجلًا، وأعطى الصدقة في زمنه، ولم يره على الصحيح، وقيل: إنه صلى خلفه، ولم يثبت، وإنما قَدِمَ المدينة حين نَفَضُوا أيديهم من دفنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم شهد الفتوح، ونزل الكوفة، ومات بها سنة ثمانين، أو بعدها، وله مائة وثلاثون سنة، أو أكثر؛ لأنه كان يقول: أنا لِدَةُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنا أصغر منه بسنتين، وليس له في البخاريّ سوى هذا الحديث، وآخر عن علي في ذكر الخوارج. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: تقدّم في "المقدّمة" 6/ 84 أنه ليس له في هذا الكتاب إلَّا أربعة أحاديث، هذا برقم (1723)، وحديث (1066): "سيخرج في آخر الزمان قوح أحداث الأسنان ... "، وحديث (1271): "قبّل الحجر، والتزمه، وقال: رأيت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بك حَفِيًّا"، وحديث (2069): "نهى نبيّ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن لبس الحرير ... " الحديث.

(قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا) أتى به ليمكنه العطف على الضمير المتصلّ المرفوع؛ كما قال في "الخلاصة":

وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ ... عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلْ

أَوْ فَاصِلٍ ما وَبِلَا فَصْلٍ يَرِدْ ... فِي النَّظْمِ فَاشِيًا وَضُعْفَهُ اعْتَقِدْ

(وَزيدُ بْنُ صُوحَانَ) - بضمّ الصاد المهملة، وسكون الواو - ابن حُجْر بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015