قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى أن كون الحديث من باب تقعيد القواعد هو الحقّ؛ لِمَا يشهد له من رواية أبي داود، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وسيأتي تمام البحث في هذا في المسألة الثالثة - إن شاء الله تعالى - والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [2/ 4464] (1712)، و (أبو داود) في "الأقضية" (3608)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (6011 و 6012)، و (ابن ماجه) في "الأحكام" (2370)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (6/ 8 و 7/ 305)، و (أحمد) في "مسنده" (1/ 248 و 315 و 323)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (4/ 390)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (7/ 166)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 55 و 57)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 172)، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: قال العلامة ابن الملقّن: - رحمه الله - في كتابه "البدر المنير": هذا الحديث - أعني "قضى بشاهد ويمين" - رواه جماعة من الصحابة، قال الماورديّ: رواه من الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية: عليّ، وابن عبّاس، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وسعد بن عبادة.
قال ابن الملقّن: قلت: بل رواه من الصحابة أكثر من عشرين صحابيًّا، قال ابن الجوزيّ في "تحقيقه": عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه "قضى بشاهد ويمين": عمر بن الخطّاب، وعليّ، وأبو هريرة، وابن عبّاس، وجابر، وابن عمر، وابن عمرو، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدريّ، وسعد بن عبادة، وعامر بن ربيعة، وسهل بن سعد، وعُمارة بن حزم، والمغيرة بن شعبة، وبلال بن الحارث، وسلمة بن قيس، وأنس بن مالك، وتميم الداريّ، وزبيب بن ثعلبة، وسُرَّق.