أي للمباهاة والرياء، كما كان عادة للجاهليّة، ولأنه من التفاؤل القبيح (?).

وقال القرطبيّ: إنما وصّى باجتناب هذين الأمرين؛ لأنهما من عمل الجاهليّة، ولنهي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الظاهر أن قول عمرو - رضي الله عنه -: "فإذا أنا متّ ... " إلى آخر كلامه إنما قاله مما سمعه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فيكون له حكم الرفع، ويحتمل أن يكون اجتهادًا منه - رضي الله عنه -، ومهما كان الأمر فإن له أدلةً أخرى من النصوص المرفوعة تؤيّده، سيأتي بيانها في "كتاب الجنائز" - إن شاء الله تعالى -.

(فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي) أي أردتم دفني (فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا) أي صُبّوه صبًّا بسهولة، قال النوويّ: ضبطناه بالسين المهملة وبالمعجمة، وكذا قال القاضي: إنه بالمعجمة والمهملة، قال: وهو الصبّ، وقيل: بالمهملة: الصبّ في سُهُولة، وبالمعجمة: التفريق. انتهى (?).

وقال القرطبيّ: رُوي هذا الحديث بالسين المهملة والمعجمة، فقيل: هما بمعنى واحد، وهو الصبّ، وقيل: هو بالمهملة: الصبّ في سُهولة، وبالمعجمة: صبّ في تفريق، وهذه سنّةٌ في صبّ التراب على الميت في القبر، قاله عياض، وقد كَرِه مالك في "الْعُتبيّة" (?) الترصيص على القبر بالحجارة والطوب. انتهى (?).

وقال الطيبيّ: معنى "شُنُّوا عليّ التراب": أي ضَعُوه وَضْعًا سَهْلًا (?).

(ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي، قَدْرَ مَا تُنْحَرُ) بالبناء للمفعول، يقال: نَحَرَ البعيرَ، من باب مَنَعَ: إذا طعنه حيث يبدو الْحُلْقُومُ على الصدر قاله المجد (?). (جَزُورٌ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015