ابن التين: وقع في نسخة الشيخ أبي الحسن - أي: القابسيّ - "نعمّ ما" بتشديد الميم الأولى، وفتحها، ولا وجه له، وإنما صوابه إدغامها في "ما"، وهي كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} [النساء: 58].

وقوله: "يُحسِن" هو مبيّن للمخصوص بالمدح في قوله: "نِعْم"، زاد مسلم من طريق همام، عن أبي هريرة: "نعما للمملوك أن يُتَوَفَّى يُحسن عبادة الله"؛ أي: يموت على ذلك، وفيه إشارة إلى أن الأعمال بالخواتيم. انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [11/ 4316] (1667)، و (البخاريّ) في "العتق" (2549)، و (الترمذيّ) في "جامعه" (1985)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 270 و 318)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (1/ 424)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (4/ 77)، و (الطبرانيّ) في "مسند الشاميين" (3/ 318)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(12) - (بَابُ مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ)

قال الجامع عفا الله عنه: يُستغرب من المصنّف - رحمه الله - إعادة أحاديث هذا الباب، مع أنها تقدّمت في "العتق"، قال النوويّ - رحمه الله -: وذكر حديث الاستسعاء، وقد سبقت هذه الأحاديث في "كتاب العتق" مبسوطة بطرقها، وعَجَبٌ من إعادة مسلم لها ها هنا على خلاف عادته، من غير ضرورة إلى إعادتها، وسبق هناك شرحها. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015