مبتدأ مؤخّر، خبره الجارّ والمجرور قبله، والمصلح: اسم فاعل من أصلح: إذا أتى بالصلاح، وهو الخير، والصواب (?)، والمراد به هنا هو الناصح لسيّده، المحسن في عبادة ربّه، كما بيّن في الحديث السابق.
ووقع عند البخاريّ بلفظ: "للعبد المملوك الصالح أجران"، فقال في "الفتح": اسم الصلاح يشمل إحسان العبادة، والنصح للسيّد، ونصيحة السيّد تشمل أداء حقّه من الخدمة وغيرها، وفي حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عند البخاريّ: "ويؤدّي إلى سيّده الذي له عليه من الحقّ، والنصيحة، والطاعة" (?).
(وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي"؛ أي: القيام بمصالحها، والنفقة، والْمُؤَن، والخدمة، ونحو ذلك، مما لا يمكن فعله من الرقيق (?).
[فائدة]: اسم أم أبي هريرة -رضي الله عنه- أُميمة (?) -بالتصغير- وقيل: ميمونة، وهي صحابية، ذُكر إسلامها في "صحيح مسلم"، وبيان اسمها في "ذيل المعرفة" لأبي موسى المدينيّ -رَحِمَهُ اللهُ- (?).
(لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ، وَأَنَا مَمْلُوكٌ" جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل.
[تنبيه]: قوله: "والذي نفس أبي هريرة ... إلخ " هذا صريح بأن هذا من قول أبي هريرة -رضي الله عنه-، وليس من المرفوع، لكن وقع عند البخاريّ بلفظ: "والذي نفسي بيده لولا الجهاد ... إلخ"، فظن بعضهم كونه مرفوعًا.
قال في "الفتح": قوله: "والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله ... إلخ" ظاهر هذا السياق رفع هذه الجمل إلى آخرها، وعلى ذلك